الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد ..

   التخريج ودراسة الأسانيد: علمٌ مهمٌ من علوم السنة المشرفة ، وهو في الحقيقة الثمرة ، التي من أتقن مقدماتها وما قبلها فقد وصل إليها ، وحقق ما يريده من أدراسة علوم السنة ؛ وهو تمييز المقبول من المردود مما ينسب ويضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم – وإلى صحابته، والتابعين كذلك.

   وهذا العلم لا يتقنه ولا يحسنه إلا من أتقن علوما ثلاثة ؛ هي في الحقيقة أصول علوم الحديث :

وهي: علم أصول الحديث : وهو مصطلحه ، وقواعده . و علم الجرح والتعديل .

وهو أدخل في الأول، وقد انفرد بالذكر لأهميته : و علم مصادر السنة ، سواء المعتنية بإخراج الأحاديث بالأسانيد أو كتب التراجم .

   و إتقان هذه العلوم الثلاثة لا يتمُ إلا بممارسة التخريج من وقت مبكر، لأن بينها تلازم كبير. لذلك ينبغي أن لا يخفى على طالب العلم بأهمية علم تخريج الأحاديث ودراسة الأسانيد، لكثرة ما يحتاج إليه نظريا وتطبيقيا، كما ينبغي للطالب التدرب والتمرن على التخريج، فإنه لا يمكنه إتقانه إلا بالقراءة في كتب التخريج والتطبيق العملي بممارسة التخريج ودراسة الأسانيد، كما أن الطالب لا يتقن علم النحو إلا بالقراءة في كتب الإعراب وممارسة الإعراب، ولا يتقن علم الفقه إلا بالقراءة في كتب الفتاوى بعد الدراسة النظرية للفقه في الكتب الفقهية، وهكذا.

وفي هذا العرض من المحاضرات مواصلة لما تبقى من مفردات هذا المادة كما هو مقرر على طلبة السنة الثالثة فقه وأصول.

وما تبقى لنا من محاضرات في هذا الموسم الجامعي 2019/2020 يتعلق بالنقاط التالية:

1ـ طرق التخريج.

2ـ  كيفية التعامل البرامج الحاسوبية الحديثة في تخريج الحديث.

3ـ تطبيقات عامة على صياغة التخريج.

4ـ فن دراسة الأسانيد وأهم معالمه.