محاضرة :الأمراض المهنية :

1/- تعريف الأمراض المهنية:

- هي" تلك الأمراض التي تنتج من مزاولة مهنة معينة مدة من الزمن، قد تطول و قد تقصر و تظهر هذه الأمراض في صورة أعراض خاصة تلازم طبيعة ذلك العمل"

المرض المهني "علة جسمية تنشأ بسبب العمل ، و تتركب على طبيعته و ظروفه خلال فترة من الزمن ، كما ينشا تدريجيا نتيجة امتصاص الجسم لمواد ضارة أو التعرض لها ، و أعراضها لا تظهر إلا بعد فترة معينة من الزمن تطول أو تقصر حسب ظروف العمل و الاستعداد الجسماني للعامل".

كما يعرف على أنه " المرض الذي يصيب العامل بسبب عمله في مهنة ما مدة قصيرة أو طويلة و ذلك نتيجة تعرضه لعوامل مختلفة ذات  تأثير ضار يحدث تغيرات مرضية على الجسم"      

-2 تصنيف الأمراض المهنية :

تطرق الباحثون و المختصون في مجال طب العمل و الأمراض المهنية إلى عدة تصنيفات للأمراض المهنية فمنهم من صنفها حسب طبيعة العمل و منهم من صنفها حسب طبيعة مسبباتها و من التصنيفات الشائعة و المتداولة نذكر ما يلي :

- التصنيف حسب طبيعة المهنة : و ينقسم إلى :

* أمراض مهنية للعاملين في مصانع البترول.

* أمراض مهنية للعاملين في مصانع البتروكيماويات.

* أمراض مهنية للعاملين في مصانع الغزل و النسيج.

* أمراض مهنية للعاملين في صناعة الزجاج.

* أمراض مهنية للعاملين في المستشفيات و المختبرات.

- التصنيف حسب طبيعة المسبب: و يتمثل فيما يلي:

* أمراض مهنية ناجمة عن عوامل طبيعية فيزيقية: إذ أن التعرض للظروف الفيزيقية غير المناسبة في بيئة العمل من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض مهنية، و تشمل الظروف الفيزيقية : تغيرات درجة الحرارة ، التعرض لإضاءة غير مناسبة أو لضوضاء مزعجة و مضرة أو لتغيرات الضغط الجوي أو التعرض للإشعاعات أو الكهرباء أو للذبذبات و الاهتزازات.

* أمراض مهنية ناتجة عن عوامل بيولوجية: و تنج عن عدوى الميكروبات أو الفيروسات المتواجدة في جو العمل و تنتقل من إنسان لآخر.

* أمراض مهنية ناتجة عن عوامل نفسية: و من أمثلة ذلك تقلصات العضلات عند عمال التلغراف، و كذا جنون العزلة في الأماكن النائية و البعيدة عن ديناميكية الأفراد.

* أمراض مهنية ناجمة عن عوامل كيميائية: و ينتج الضرر هنا بسبب تعامل هذه المواد مع أنسجة الجسم المختلفة للعامل و درجة الخطورة هنا تعتمد على عدة عوامل منها درجة تركيز هذه المادة ، نوعها ، كميتها و حالتها كما تعتمد درجة خطورتها على طريقة دخولها للجسم و مدة التعرض لها بالإضافة إلى الاستعداد الجسمي للعامل.

- التصنيف حسب طبيعة المصاب: و قد تكون الإصابة في :

* الجهاز التنفسي./ الجهاز الهضمي / الجهاز الدورانيلجهاز الحركي /الجهاز العصبي / الجلد /المسالك البولية و التناسلية / العينين الأذنان و الأنف و الحنجرة / الإصابة في أكثر من جهاز

-3 العوامل المؤدية للإصابة بالأمراض المهنية: هناك العديد من العوامل التي تجعل الفرد العامل يصاب بأمراض مهنية على المدى القريب أو البعيد، و ذلك من خلال مزاولته لعمله و احتكاكه بمواد كيميائية سامة، أو العمل تحت ظروف فيزيقية غير ملائمة له، ومن بين تلك العوامل المؤدية لإصابته بأمراض مهنية نذكر ما يلي:

-1-3 الظروف الفيزيقية: تلعب الظروف الفيزيقية الغير ملائمة دورا بالغا في إصابة العمال بالأمراض المهنية الخطيرة، و التي قد تفقدهم أرواحهم في بعض الحالات أو تصيبهم بعجز دائم في إحدى وظائف أو أجهزة الجسم ومن بين الظروف الفيزيقية الأكثر ضررا و خطرا على الفرد العامل نذكر "الحرارة الغير ملائمة "، "الضوضاء المزعجة و الضارة"، " الإضاءة الغير جيدة"

2.3- بعض المواد الكيماوية و الغازات و علاقتها بالأمراض المهنية : يصاب العمال بأمراض مهنية بسبب عوامل كيماوية نتيجة استنشاقها عن طريق الأنف أو ابتلاعها عن طريق الفم، أو امتصاصها عن طريق الجلد و في أغلب الأحيان تنشأ الأمراض المهنية نتيجة العوامل الكيماوية التالية :

-الأتربة الدقيقة: هي أتربة متطايرة في الهواء و توجد في معظم الصناعات مثل طحن الصخور، وهي نوعان منها العضوية و منها المعدنية، فبالنسبة للأتربة العضوية فإنها توجد في الورق ، الريش ، الصوف. أما الأتربة المعدنية فتتمثل في أتربة الرصاص ، الإسمنت ، الحديد، ...

3.3-  الغازات: و تختلف تأثيراتها على الإنسان تبعا بخواص هذه الغازات و يمكن حصرها في الغازات التالية:

* الغازات الخانقة : و هي التي بمجرد انتشارها و وجودها في الهواء تقلل من نسبة الأكسجين فيحدث الاختناق

* الغازات المهيجة : وهي التي تحدث التهاب الأجزاء والأسطح التي تتعرض لها ومن بين الأعراض التي تحدثها ما يلي :

- التهابات وحالات الاختناق .

- موت وعدم تجديد الخلايا والإرتشاحات الخلوية .

-4 اثر مخاطر بيئة العمل ودور الصحة النفسية في العمل

-1 اثر مخاطر بيئة العمل على صحة العاملين :  عديدة هي المخاطر التي قد يتعرض لها العاملون أثناء مزاولتهم لأعمالهم في بيئة العمل ويمكن إجمال هاته المخاطر البيئية فيما يلي :

- مخاطر كيميائية : وتنتج من خلال استنشاق مواد كيميائية تكون على شكل أبخرة ، غازات ، أتربة ، أدخنة ، رزاز أو من ملامسة الجلد لهذه المواد ، وتعتمد درجة خطورة هذه المواد على درجة تركيز المادة ومدة التعرض لها .وتدخل المواد الكيميائية لجسم الإنسان عن طرق أربعة هي : الاستنشاق/ الامتصاص من خلال الجلد والعينين / البلع / الحقن الخاطئ.

-مخاطر طبيعية : و هي بدورها تنقسم إلى الأضرار الناتجة من التعرض إلى :

- الحرارة و ارتباطها بالرطوبة و سرعة الهواء./ الضوء. / الإشعاع. / الضغط الجوي. / الاهتزازات.

- المخاطر البيولوجية : و تنشأ من البكتيريا و الفيروسات و دخولها إلى الجسم ، وفي حالة وجود جروح يساعد على سرعة دخولها ومن أكثر العمال تعرضا لهاته المخاطر نجد عمال المصانع.

- المخاطر الهندسية : و هي بدورها تنقسم إلى :

- مخاطر ميكانيكية و الناتجة من خلال تشغيل الآلات و الماكينات و خصوصا تلك التي لم تخضع للفحوص و الصيانة.

- مخاطر كهربائية : و الناتجة من التوصيلات الكهربائية

5/- مداخل الامراض المهنية : تنتقل  الامراض المهنية إلى جسم الانسان  عن طريق ثلاث مداخل وهي : الجلد / التنفس / الفم .

6/- وسائل الوقاية من الأمراض المهنية: تتم الوقاية من الأمراض المهنية باتباع  و تنفيذ وسائل الوقاية التي تعمل على منع الخطر، و يمكن اجمال أسس الوقاية في:

ü    مراعاة الترتيب و النظافة

ü    التخلص من ملوثات الجو (الغازات ، البخار ، الدخان ،الأتربة)

ü    اتباع شروط الاضاءة السليمة و العناية بالتهوية.

ü  اجراء الفحوصات الطبيبة  في مواعيدها و اتخاذ الاجراءات الوقاية عند اكتشاف تفشي مرض مهني بين العمال، و تحويل المصاب إلى الجهة العلاجية المختصة.

ü    اتباع وسائل النظافة الشخصية.

ü    تغيير طريقة العمل أو إحلال مادة بأخرى : و ذلك باستبدال مادة خطرة بأخرى آمنة، و تحقق القرض المطلوب .

ü    عزل مواقع العمل التي تسبب حالات مرضية كالمواقع التي فيها حرارة عالية ، ضوضاء مرتفعة و مزعجة.

ü    الكشف الطبي الابتدائي و من أهم فوائده وقاية العمال من توظيفهم في الأعمال التي تلقي بهم في مواطن الخطر.

ü  التثقيف العمالي : يقصد به إلمام العامل و معرفته بطبيعة عمله ومدى خطورة المواد التي يتعرض لها، و كيف تصل هذه المواد إلى جسمه والطرق الكفيلة بحمايته من المخاطر.

ü  تأمين وسائل وقائية : و يعني ذلك توفير وسائل وقائية وإسعافات أولية وتدريب العمال عليها لاستعمالها بكفاءة لمعالجة الحالات الطارئة قبل نقلها للمراكز الطبية.

ضرورة استعمال الفرد العامل لوسائل الأمن الفردية