المحاضرة (01) : مدخل مفاهيمي للمشكلات الاجتماعية

1/- مفهوم المشكلة الاجتماعية:

يعرفها تشايلد أنها" موقف يحصل بفعل عوامل  وظروف تتعلق بالبيئة  الاجتماعية و يستلزم معالجة اصلاحية تتطلب تجميع الوسائل و الأساليب الاجتماعية للتصدي لها"

كما تعرف على أنها" الأفعال أو الحالات الفردية أو المجتمعية التي تخالف القيم و الأعراف السائدة، والتي تحدث ضررا نفسيا أو ماديا على أفراد المجتمع أو فئة من فئاته. يشعر بها قطاع كبير من الناس و يسعون لإيجاد، حل جماعي لها ولها أسباب و نتائج على مستوى الأفراد و الجماعات و المجتمع "

2/-أبعاد المشكلة الاجتماعية: المشكلة الاجتماعية هي الحالة الاجتماعية التي تعكس انتهاكا لقيم الافراد أو تناقض أحكامهم علي ما هم معتادون عليه، مما يجعلهم يحكمون عليها بأنها تشكل مشكلة لهم تحتاج حل، للمشكلة بعدين مهمين و مرتبطين يعتبران أساسا للحكم على كون هذه الظاهرة تشكل مشكلة وهما:

- البعد الموضوعي: هو الأثر الذي يقع على الفرد أو الأفراد، ويمكن قياسه أو حسابه و تقدير الأضرار التي تقع على الفرد.

- البعد  الذاتي: هو مستوى الادراك والشعور العام لدى أفراد المجتمع  بهذه المشكلة.

3/- الاطار المرجعي للمشكلة الاجتماعية: يمثل التغير الاجتماعي اطار مرجعيا لمعظم المشكلات التي تحدث داخل المجتمع لأنه سنة الحياة ، فهو لا يتوقف أو ينقطع. و التحولات التي تحدث في سياق التغير الاجتماعي تحدث تدريجيا لدرجة لا يستطيع معها الفرد ملاحظة ما يحصل فيه من تحولات، و هناك تغير يحصل في بشكل مبرمج ومخطط و لكن في الغالب يقع التغير و يأخذ مساره دون تخطيط مسبق.

عوامل التغير الاجتماعي :

-البيئة الطبيعية : حيث أن للبيئة تأثير على الثقافة و البناء الاجتماعي في المجتمع، و للوسط الجغرافي تأثيرا مؤكد على النشاط الانساني.

- حجم السكان:إن زيادة أو نقصان في حجم السكان و معدلات النمو قد تسبب تفككا في الحياة الاجتماعية.

- العامل الايديولوجي: و تعتبر الايدلوجية قوة فكرية تعمل على تطوير نماذج اجتماعية واقعية وفقا لسياسة تتخذ أساليب و وسائل هادفة، فكل تغير في الأصول الفكرية و المذهبية لا بد أن يتردد صداه في النظم الاجتماعية.

- التكنولوجيا: أن التطور السريع للتكنولوجيا دفع إلى حدوث تغييرات في المجالات الاجتماعية في العالم الحديث  مما  أثر بشكل أو بأخر  على التفاعل الاجتماعي بين الأفراد.

- الهجرة :  إن التحركات السكانية تفضي إلى خلل سكاني يؤثر على أشكال النشاط الاقتصادي القائم .

- العامل الثقافي: يسهم الاتصال الثقافي في احداث تغير اجتماعي واسع النطاق خاصة في الثقافات المستقبلية ، و يتبدى تأثير هذا الاتصال في الأفكار و المعتقدات السياسية و الدينية و أساليب الحياة و التكنولوجيا و كافة عناصر الثقافة.

- العامل الاقتصادي : إن شكل الانتاج والتوزيع و الاستهلاك و نظام المليكة في المجتمع  كلها عوامل تلعب دورا مهم في احداث التغير الاجتماعي.

- النظام السياسي: يلعب النظام السياسي دورا اساسيا في عملية التغير ، ولا يقتصر دوره على رسم السياسيات أو التدخل في الجوانب الاقتصادية لتنظيمها و ضبط مسارها ،أو الاشراف على الخدمات الأساسية بل يمتد دوره  لتطوير البناء السياسي ذاته.

4/- خصائص المشكلة الاجتماعية

-       تتشكل تدريجيا على مراحل مترابطة .

-       تفسر على أنها أحد أوجه التغير الاجتماعي .

-       تغييرية أي أنها تظهر بسبب التغيرات الحاصلة في أسلوب الحياة و مستواه.

-       لايمكن شرحها و تشخيص حدوثها من خلال سبب واحد بل عدة أسباب مترابطة.

-       مرتبطة بالقيم الاجتماعية.

-       المشكلات الاجتماعية مترابطة .

-       المشكلة الاجتماعية تشترك فيها المجتمعات و تختلف في مستوياتها و عمقها و تأثيرها من مجتمع إلى أخر.

-       تمتاز المشكلات الاجتماعية بأنها دائمة.

-       دينامية: بما أن المجتمع متغير فإن العناصر المكونة للمشكلة الاجتماعية تتغير أيضا .

-       النسبية في تحديد مفهوم المشكلة الاجتماعية..

-   للمشكلة الاجتماعية الواحدة أبعاد مختلفة تؤثر في مظاهرها و درجتها  ومدى أولويتها فهي ترتبط ببعد التاريخ، القانون ، السياسة ، التاريخ و البعد الاجتماعي و الثقافي و التربوي.

5/- محكات المشكلات الاجتماعية : تتمثل  المحكات الاجتماعية التي تمكن الاعتماد عليها  في تحديد المشكلات الاجتماعية في: الدين: / الصحف /الأدب الفني.

6/- أنواع المشكلات الاجتماعية :

وقد صنف " انكلز " المشكلات الاجتماعية المتكررة التي تواجه أي مجتمع  إلى ثلاث مجموعات أساسية تتعلق كل منها بنمط مختلف من أنماط التكيف مع حقائق الحياة الاجتماعية ، و هذه المجموعات الثلاث هي :

·       المجموعة الأولى : المشكلات الناجمة عن التكيف مع البيئة الخارجية الطبيعية و الإنسانية على السواء.

·       المجموعة الثانية : المشكلات المتعلقة باشباع الاحتياجات الإنسانية الفردية لأعضاء المجتمع .

·       المجموعة الثالثة : المشكلات الناجمة عن التكيف مع ظروف الحياة الجمعية التي يتحتم على كل مجتمع مواجهتها والعمل على حلها .

7/- أسباب المشكلة الاجتماعية : لايمكن حصر المشكلة الاجتماعية تحت سقف واحد بل عدة أسباب متفاعلة في بلورة مشكلة تخص  مجموعة من الأفراد تصدع أو تعيق أو تحرف سلوكهم أو قيمهم،ومن بين هذه الأسباب مايلي:

-       الهجرة الخارجية من بلد إلى أخر.

-       صعوبة التكيف في مواجهة متطلبات التغيرات الاجتماعية.

-       عدم مسايرة النظم الاجتماعية للتطورات الحديثة في المجتمع .

-       عجز المؤسسات الاجتماعية في تحقيق أو انجاز أهدافها و غاياتها.

-       التغير الاجتماعي و الحروب  .

-       التصنيع .

-       ضعف وسائل الضبط الاجتماعي و عدم قدرتها على السيطرة على أفرداها.

-       الصراع القيمي.

-       الانفتاح الشديد على المجتمعات الأخرى و النقل الحصاري منها .

-       عدم القدرة على اشباع احتياجات أفراد المجتمع.

-       العوامل الوراثية: وهي تتعلق بالفرد هي تلعب دور في حدوث المشكلة ك: الامراض العقلية و العصبية، و الميولات الاجرامية ،النفعية و تحقيق المصالح.

 

 

 

المحاضرة (02): دراسة المشكلة الاجتماعية

تمهيد:

1/- أهمية دراسة المشكلة الاجتماعية :

 تمكننا الدراسة العلمية للمشكلات الاجتماعية من فهم الظروف التي تؤثر في وجودها و استيعابها، و بالتالي نكون قادرين بشكل أفضل على فهمها، مواجهتها وحلها.

2/- أهداف دراسة المشكلة الاجتماعية: إن الدراسة العلمية للمشكلات الاجتماعية تهدف إلى:

-       تفسير السلوك الانساني .

-       التنبؤ بالسلوك.

-       السيطرة والتحكم في السلوك.

4/- مستويات دراسة المشكلة الاجتماعية:  هناك مستويات لدراسة المشكلات الاجتماعية من خلال مستويين أساسيين يهدفان إلى تحقيق أهداف علاجية أو وقائية وهما:

-       المدخل العلاجي:  وهو مستوى يستهدف القضاء على مشكلات قائمة بالفعل، ويعاني منها السكان.

- المدخل الوقائي:  وهو الذي يتوقع فيه المسؤولون عن المجتمع حدوث المشكلات ، نتيجة لعلمهم بأسبابها مقدما، وبالظروف التي تؤدي إليها ومن ثم يبدأون في اتخاذ العدة لذلك قبل وقوع المشكلة، وتكون النتيجة السليمة هي قلة الخسائر .

-   قد لخص جورج لندبرج الاتجاه العلمي في دراسة المشاكل الاجتماعية فيما يلي:

ü    تحديد القواعد أو المعايير التي يقاس على أساسها السلوك الانحرافي.

ü    تقدير الدرجة التي يتمثل فيها سكان المجتمع للقاعدة التي سوف تكون بمثابة المقياس.

ü    دراسة السلوك الانحرافي في ضوء الموقف الذي حدث فيه وكذلك تقدير درجة افتقار المنحرف إلى حساسية بالنسبة لقواعد المجتمع.

5/- نظرة علم الاجتماع للمشكلات الاجتماعية:

إن نظرة  علم الاجتماع إلى المشكلات الاجتماعية  منبثقة من نظرته إلى المجتمع الانساني، حيث أن علم الاجتماع تأسس على افتراض إمكانية الدراسة العلمية للمجتمع و بالتالي الوصول إلى استنتاجات عن المجتمع و بنائه  و وظائفه .فالمجتمع كيان ونظام متسق الأجزاء و العمليات و يؤدي كل جزء فيه وظيفة محددة رئيسية، ويؤدي مجموع مكونات النظام الاجتماعي الوظيفة الكبرى في استمرار و بقاء المجتمع الانساني ، ومن هنا يأتي الاهتمام بدراسة المشكلات الاجتماعية باعتبارها خلل في المجتمع، يعنى بالبحث في الجدور و العوامل التي تكمن في البناء الاجتماعي العام للتعرف على الظروف التي مهدت لحدوث المشكلات الاجتماعية بمستوياتها و أنواعها كافة.

6/- الطريقة السوسيولوجية في فهم و تحليل المشاكل الاجتماعية: عند الدراسة السوسيولوجية يجب مراعاة الاعتبارات الاتية:

ü    النظم الاجتماعية مترابطة ترابطاً عضويا.

ü    المشاكل الاجتماعية مترابطة ترابطاً عضويا.

ü    حل المشاكل الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى تغير كلي لطابع الحياة الاجتماعية.

ü    المشاكل الاجتماعية تعكس التوجه القيمي للمجتمع.

ü    تتغير مقاييس الخطأ والصواب والخير والشر في الزمان والمكان.

ü    يجب ألا تتم دراسة المشكلات الاجتماعية بمعزل عن فهم الارتباط الوثيق بين الثقافة والمجتمع .

ü    تؤدي الحياة الاجتماعية إلى انحرافات في أدوار الناس ومراكزهم .

ü    ليست هناك حتمية في أن تكون المشكلة الاجتماعية ذات صفة عمومية في كل أنحاء المجتمع لتكون أهلا للدراسة.

7/- الصعوبات التي تعترض حل المشكلات الاجتماعية:

-   تعقد المواقف الاجتماعية بسبب أنها تشابك و تتعقد في مجال العلوم الاجتماعية.

-    صعوبة إجراء التجارب في العلوم الاجتماعية .

-   تعذر الوصول إلى قوانين اجتماعية نظرا لصعوبة إجراء التجارب في العلوم الاجتماعية.

-    صعوبة تجنب الباحث للنواحي الذاتية لأن الباحث لا يستطيع عزل أحاسيسه عن المشكلة.

-   استحالة دقة المقاييس الاجتماعية.

-   الانطباعات الخاطئة عن المشكلات الاجتماعية .مثل :

ü    عدم الاتفاق بين الناس على ما يعتبر مشكلة اجتماعية  وهذا راجع لقناعات الأفراد.

ü    اعتبار المشكلة شيئا طبيعيا، و أمرا لا يمكن تجنبه و الذي يساعد على وجودها كثرة الحديث عنها.

-   عدم كفاية المعلومات عن بعض المشكلات.

-   صراعات القيم و المصالح. 

 

المحاضرة (03): النظريات المفسرة للمشكلات الاجتماعية

تمهيد:

1/- البنائية الوظيفية:  اعتبرت البنائية الوظيفية  المجتمع الحديث نسقا عاما يشمل مجموعة من النظم الاجتماعية و الثقافية المرتبطة بطبيعة الافعال الاجتماعي التي تكرس من أجل خدمة الانسان ، وقضاء حاجاته الاساسية، كما أن عملية اتمام هذه الخدمات تتطلب درجة عالية من ترابط المشاعر و القيم و الاخلاقيات المشتركة التي تحدث نوع من التضامن الاجتماعي.

وتؤكد هذه النظرية على أن المجتمع في ظل الظروف المثالية يميل إلى التوازن و الاستقرار، حيث تنتظم عناصره المختلفة في نعومة ويسر من أجل تحقيق هذا الاستقرار، ويرى أنصار الوظيفية أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى تزعزع هذا التوازن والاستقرار الاجتماعي، الذي ينتج عنه مشكلات اجتماعية وتتمثل هذه الأسباب في:

لأن أجزاء المجتمع تتميز بالترابط فإن أي تغير في جزء منها يستتبع بالضرورة تغيرا  في الأجزاء الأخرى، وهذا التغير في حد ذاته لا يسبب مشكلات اجتماعية طالما أنه يحدث ببطء، ولكن عندما يتعرض المجتمع لحالة من التغير السريع والمفاجئ، فإن المجتمع يفقد توازنه ،لأن تنظيمات المجتمع لم يتح لها الوقت الكافي لتستجيب بصورة ملائمة وبالتالي يصاب المجتمع بالاضطراب أو ما يسمى بالخلل الوظيفي. فقد تظهر المشكلات الاجتماعية عندما  يفشل الأفراد في الامتثال لقيم المجتمع المتفق عليها.

2/- نظرية المعوقات الوظيفية: حاول  ميرتون  وضع اسس التحليل و المصادر الاجتماعية للانحراف ، وانطلق من تحليل البنية الاجتماعية، محاولا  اكتشاف  الكيفية التي تدفع بعض الفراد  إلى السلوك المنحرف.

حيث أكد ميرتون أن مصدر الانحراف يرد إلى البناء الاجتماعي ،و أن البناء الاجتماعي يولد الانحراف عندما يحدث انفصال بين الأهداف المحددة ثقافيا و الوسائل المجازة اجتماعيا (أساليب السلوك) من أجل انجاز هذه الأهداف، فالأهداف المحددة ثقافيا للنجاح هي التي يتم انجازها بواسطة العمل الشاق و الانجاز العلمي غير أن هذه الوسائل ليست متوافرة على أساس متساوي أمام الجميع .

عليه يرى ميرتون أن انتهاك المعايير سوف يبدو من الأمور الطبيعية لبعض أفراد  أو جماعات المجتمع فكل مجتمع يتضمن مجموعة محددة من الأهداف الثقافية والوسائل الاجتماعية المشروعة لتحقيق هذه الأهداف وفي كل مجتمع يوجد أفراد أو جماعات تعجز عن تحقيق هذه الأهداف والتساؤل الذي حاول "میرتون" الإجابة عليه: هو كيف يسلك الأفراد عندما يواجهون الأهداف الثقافية المشروعة بوسائل غير متاحة أو في أفضل الأحوال عاجزة عن تحقيق هذه الأهداف؟ و يطرح" میرتون" للإجابة على هذا التساؤل ما أطلق عليه أنماط التكيف إزاء  ما يسود المجتمع من تناقض بين الأهداف الثقافية والوسائل الاجتماعية.

و يطرح ميرتون خمسة أنماط من الاستجابة هي تتمثل في:

ü    نمط الاستجابة التوافقية.

ü    نمط الاستجابة الابتكارية.

ü    نمط الاستجابة الشعائرية.

ü    نمط الاستجابة الانسحابية.

ü     نمط الاستجابة التمردية.

3/- نظرية الصراع:

ويمكن تلخيص أفكار الرئيسية المتعلقة بالصراع كما يلي:

ü          يتكون المجتمع من فئات عديدة و جماعات تختلف أهدافها و قيمها عن بعضها البعض.

ü      هذه الفئات و الجماعات تواصل اهتماماتها  بالتنافس مع الفئات الاخرى حينما تحاول  أن تحقق أهدافها.

ü      ينشأ الصراع غالبا من مثل هذه المنافسات حينما تناضل كل جماعة أو فئة للوصول إلى أهدافها.

ü      أن الصراع الطبقي يكشف حقيقة و واقع التناقض الذي يعيشه المجتمع الرأسمالي و طبقاته المختلفة.

ü      إن جملة التناقضات و الصراع و النسق الايديولوجي في المجتمع الرأسمالي ممكن أن يكون مصدر لهدم النظام.

التحليل الصراعي  للمشكلات الاجتماعية. يعتمد على المسلمات الآتية:

-       یتكون المجتمع من جماعات مختلفة ذات مصالح و قيم متباينة.

-   إن أي جهد أو فعل لحل المشكلات الاجتماعية يتضمن محاولات من جانب الجماعات المقهورة لإحداث تغيرات لانتزاع حقوقها من هؤلاء الذين يحتلون مراكز القوة.

4/-النظرية التفاعلية الرمزية:

يكن تلخيص أهم الأفكار الأساسية لنظرية التفاعل الرمزي كما يلي:

ü    المجتمع في جوهره نظام له معاني مشتركة،

ü    يستخدم أفراد المجتمع معاني مشتركة لتفسير كل الحقائق الاجتماعية و الطبيعية .

ü   تقوم القوى الاجتماعية التي تعمل على تضامن الأفراد أو تفككهم على مجموعة من الأفكار          و المعتقدات التي لديهم عن أنفسهم .

ü    يسترشد السلوك الفردي في مواقف محددة بالعلاقات التي تعطى لهذه المواقف و المعاني التي تثيرها.

5/- نظرية اللامعيارية :

فاللامعيارية عند دوركايم تعني انهيار المعايير الاجتماعية المسؤولة عن تنظيم العلاقات بين الأفراد في ظل المجتمع الواحد. فاللامعيارية تشير إلى غياب القيم والمعايير الاجتماعية المتحكمة في السلوك الاجتماعي للأفراد، فالفرد في ظل الوضع لا يفرق بين المشروع وغير المشروع وبذلك ينحرف الأفراد مشبعين حاجاتهم دون قيد أخلاقي.

وعليه فإن نظرية دوركايم تقوم على فرضيتين هما:

Ø    كلما زاد التماثل بين أعضاء الجماعة زاد تماسكهم معا.

Ø    كلما قوي التماسك في الجماعة زادت مقاومتها للسلوك المنحرف.

و عليه فسبب المشكلة الاجتماعية يرجع إلى وجود أفراد وجماعات تصر على ان تسلك سلوكا ينحرف على المعايير و القيم السائدة ،وبالتالي يستند سلوكهم على معايير خاصة تتعارض مع التوقعات السائدة في المجتمع عن السلوك السوي.