ارتبطت الجريمة بوجود الإنسان وتطورت بتطوره، هذا ماجعل الفكر الإجرامي
يتأثر بالتطور العلمي والتقني المذهل الذي نشهده اليوم في شتى المجالات، لنصبح
اليوم أمام جرائم ترتكب بتنظيم وتخطيط محكم مما يصعب مهمة تتبعها واكتشافها، إجرام
استغل كافة الوسائل الحديثة لتنفيذ أفعاله على درجة عالية من الدقة. أو ما قد
أسميه بإجرام الأذكياء والأغنياء، إجرام أشد خطورة من الجرائم التقليدية التي
يرتكبها الشخص البسيط والتي لا يتعدى هدفها تحقيق مصلحة شخصية أو مادية بسيطة.
لنكون اليوم أمام اجرام
مستحدث أطلق عليه بالإجرام المنظم أو الجريمة المنظة والتي تتسم بقدر عال من
التنظيم والإحترافية واللتطور في ارتكاب أفعالها، مما سهل تخفيها واستتاره تحت بعض
الأنشطة المشروعة و المسموح بها.
أمام الخطر الكبير الذي يشكله هذا الإجرام المنظم، أصبحت الدول
والتشريعات القانونية الوطنية والدولية ملزمة على مواكبة هئا التطور الإجرامي،
وتكييف نصوصها القانونية مع الطابع الجديد للإجرام المنظم، والأكثر والأهم من ذلك
هو تكييف نصوصها الإجرائية وتزويدها بالإجراءات والتقنيات العلمية التي تتماشى مع
الإجرام المستحدث وتواكبه مما يسهل على الأجهزة الأمنية تتبع هذا الإجرام
ومكافحته، وهذا فعلا ماأخذت به أغلب التشريعات القانونية ومن بينها المشرع
الجزائري.
- Teacher: Sara AYADI