جـــــــــــــامعـــــــة غـــــردايــــــة

كلية الحقوق و العلوم السياسية

قسم الحقوق

مقياس : الملتقى

موجه لطلبة السنة ثانية ماستر إداري  

الأستاذ المحاضر :  د / خنــــــان أنـــــور

سنحاول من خلال هذا المقياس المستجد لطلبة الماستر،و الذي يأتي بالمسمى الجديد " الملتقى "

التطرق لبعض المواضيع الخاصة بالبحث العلمي بالدرجة الأولى كالتطرق لمفاهيم خاصة بالبحث العلمي و أدواته ، إضافة الى التطرق بشكل أساسي و رئيسي لكل مايتعلق بمراحل إعداد البحث العلمي خصوصا ماتعلق بالمرحلة الأخيرة منه و هي مرحلة الكتابة و ماتعلق كذلك بالأمانة العلمية و طرق الإقتباس إلى غير ذلك من المواضيع الأساسية التي تهم الطالب المقبل على التخرج ، و ما تجدر الإشارة إليه بالنسبة لهذا المقياس فإنه يعتمد و بالدرجة الأولى على تفاعل الطلبة ، و إتاحة الفرصة للطلبة لنقل كل انشغالاتهم الخاصة بمذكراتهم و مختلف الصعوبات التي تواجههم في إعدادها .

تمهيد :

 تعتبر البحوث العلمية أسلم وسيلة للتوصل الى معرفة الحقائق و يعد البحث العلمي الوسيلة التي يُمكن عن طريقها الحصول على معلومات دقيقة، وبشكل مُتكامل في قضية أو مشكلة مُعيَّنة، والغرض من ذلك هو حل تلك المشكلة من خلال التطرُّق لجميع العوامل المُحيطة بها، سواء الداخلية، أو الخارجية، عن طريق اللجوء إلى الأساليب العلمية الحديثة؛ من أجل الحصول على المعلومات من مصادر مُتعدِّدة، ومن ثَمَّ دراستها وتحليها للوصول إلى النتائج وفمهما مهما كان موضوع البحث ويعتمد في البحث العلمي الى عدة ادوات ومناهج وجب اتباعها .

خصائص البحث العلمي :

يمتاز البحث العلمي عن غيره من الأعمال ببعض الخصائص نجملها في ما يلي :

أ‌-           البحث العلمي بحث منظم ومضبوط : وذلك لأنه عمل علمي يقوم على المنهجية العلمية بمفهومها الضيق والواسع الأمر الذي يجعل البحث العلمي عمل موثوق به في خطواته ونتائجه

ب‌-       البحث العلمي بحث حركي وتجديدي : وذلك لان هدفه تجديد المعرفة التي تمتاز بالتراكمية فالبحث العلمي هو الكفيل بتحقيق هذه الخاصية –التراكمية–التي يمتاز بها العلم ، وحتى إن لم يأتي بإضافة جديدة  للمعرفة يكفي أن يجمع المعارف القائمة ويفسرها بشكل تصبح فيه أكثر نقاءًا ووضوحا .

ت‌-  البحث العلمي بحث عام ومعمم :فالبحث العلمي لا يخص فقط الباحث فقط بل هو إضافة للمعرفة الإنسانية التي يستفيد منها كل إنسان ،هذه بعضالخصائص التي يمتاز بها البحث العلمي والتي تشترك فيها كل أنواع البحوث العلمية ،وتوجد بعض الخصائص الأخرى التي تميز كل نوع عن الأخر مثل خاصية إمكانية إخضاع : ،وغيرها من الخصائص ولهذا اقتصرنا على ذكر الخصائص العام للبحث العلمي فقط.

وتوجد عدة خصائص أخرى منها:

§       الموضوعية،المنهجية ،الدقة ، التجريد ،السببية.

أدوات البحث العلمي:

بما أنه من الصعب على  الباحث أن يتصل بعدد كبير من المعنيين بدراسته لكي يطرح عليهم الأسئلة ويحصل منهم على الأجوبة ، فإنه لا مفر من الالتجاء الى اسلوب أخذ العينات التي تمثل المجتمع الأصلب حتى يستطيع أن يأخذ صورة مصغرة عن التفكير العام  بعد الحصول على عينة جيدة وكافية لتمثيل المجتمع الأصلي ، يمكن للباحث أن يختار النوع الذي الذي يراه مناسبا لدراسته ،وفيما يلي أنواع العينات التي تستخدم باستمرار من قبل الباحثين :

انواع العينات

§     العينة. العشوائية

§     العينة الطبقية

§     العينة الطبقية التناسبية

§     العينة المنتظمة

§     العينة العرضية

طرق جمع المعلومات  :  من بين أساليب جمع المعلومات الاستبيان والمقابلة والملاحظة.

الاستبيان: وهو عبارة عن استمارة تتضمن بعض الأسئلة موجهة إلى عينة من المجتمع الأصلي حول ظاهرة أو موقف معين .

أنواع الاستبيان : ينقسم الاستبيان من حيث نوع الأسئلة التي يتضمنها الى :

الاستبيان المقيد :وهو الذي يكتب فيه تحث كل سؤال عدد من الاجابات وعلى المجيب أن يختار أحدهما أو بعضهما .

الاستبيان المفتوح : وهنا يكون للمجيب مطلق الحرية في التعبير عن أرائه ومن خصائص هذا النوع أن الاجابات تأتي متنوعة تنوعا واسعا يصعب على الباحث فيما بعد تصنيفها الى فئات

الاستبيان المقيد المفتوح: وهو يجمع بين النوعين السابقين فيختار المجيب الاجابة الملائمة ويعلق عليها حسب ما يبدو له من آراء

المقابلة :وهي محادثة موجهة بين الباحث والشخص المبحوث بهدف الوصول إلى الحقيقة او موقف معين يسعى الباحث للتعرف عليه وتحقق المقابلة نفس الهدف الذي يحققه الاستبيان وهو الاجابة عن بعض الاسئلة.

الملاحظة: وهي احدى  التقنيات التي لابد من استعمالها في حالات معينة خاصة في ميدان العلوم السلوكية والعلوم الطبيعية وفي المواضيع التي تحتاج الى معاينة ميدانية ومن مميزاتها :

التفحص المباشر للظاهرة التي يدرسها الباحث .

تتطلب الملاحظة عددا قليلا من المفحوصين مقارنة بالوسائل الأخرى .

 تسمح بتجميع البيانات على الطبيعة .

تسمح بتسجيل السلوك أثناء حدوثه .

تساعد على اكتشاف معلومات جديدة لم تخطر على بال الباحث من قبل .

مرحلة الكتابة
تتجسد عملية كتابة البحث العلمي في صياغة وتحرير نتائج الدراسة والبحث وإخراجه وإعلامه بصور وأساليب واضحة وجيدة للقارئ بهدف إقناعه بمضمون البحث العلمي المعفد فعملية البحث العلمي تتضمن أهداف محددة وتتكون من مجموعة من المقدمات والدعائم التي يجب على الباحث إحترامها والإلتزام بها أثناء مرحلة الكتابة .
أهداف كتابة البحث العلمي :
تستهدف عملية كتابة وصياغة البحث العلمي عدة أهداف علمية ومنهجية أهمها الأهداف التالية :
أ)- إعلان وإعلام نتائج البحث العلمي :
إن الهدف الأساسي من عملية صياغة وكتابة البحث العلمي هو إعلام القارئ عن المجهودات وكيفيات إعداد البحث وعن النتائج العلمية التي توصل إليها الباحث .
ب) – عرض وإعلان أفكار الباحث الشخصية :
كما تستهدف عملية تحرير البحث العلمي إعلام إحتهادات وآراء الباحث الشخصية مدعمة بالإنسانية المنطقية والعلمية وذلك لإبراز شخصية الباحث العلمي وخلقه وإبداعه العلمي الجديد في الموضوع محل الدراسة .
ج)- إستنباط وإكتشاف النظريات والقوانين العلمية :
وذلك عن طريق الملاحظة العلمية ووضع الفرضيات العلمية المختلفة ودراستها وتحليلها وتقييمها ، بهدف استخراج نظريات قانونية أو قوانين علمية حول الموضوع محل الدراسة وإعلانها .
مقومات كتابة البحث العلمي :
لكتابة وصياغة البحث العلمي كتابة وصياغة علمية ومنطقية ناجحة وبطريقة علمية سليمة وأسلوب علمي ممتاز لابد من توفر مقومات كتابة وصياغة البحث العلمي الجيد وإجترامها والإلتزام بها من طرف الباحث العلمي ومن أهمها .
أ- تحديد وتطبيق منهج البحث العلمي المعتمد في الدراسة والبحث :
من المقومات الجوهرية والأساسية لكتابة وصياغة البحث العلمي بصورة جيدة وعلمية تطبيق منهج أو أكثر من مناهج البحث العلمي والإلتزام بمبادئها ومراحلها وألوانها بدقة وصلابة حتى يصل إلى النتائج العلمية البحتة .
ب) الأسلوب في كتابة البحث العلمي :

فأسلوب الكتابة وصياغة البحوث العلمية بطريقة موضوعية ومنطقية جيدة وسليمة  يشتمل على العناصر التالية :
1-
اللغة الفنية المتخصصة السليمة والقوية في دلالتها ومعانيها وتركيبها .
2-
الإتجاه والتركيز المباشر حول حقائق وأفكار وفرضيات.
ج ) والأمانة العلمية توجد بعض القواعد يجب على الباحث إحترامها:

* الدقة في فهم مايراد إقتباسه .
*
عدم التسليم بأن القواعد والأحكام والفرضيات والآراء هي حجج ومسلمات مطلقة ونهائية بخصوص الموضوع .
*
الدقة والجدية في إختيار مايقتبس وما يقتبس منه .
*
الدقة والعناية أثناء عملية الإقتباس وتجنب الأخطاء والهفوات في عملية النقل .
*
تحاشي عوامل التنافر وعدم الإنسجام بين العينات المقتبسة وسياق الموضوع المتصل به .
*
عدم التطويل والمبالغة في الإقتباس أي أقل من ستة أسطر .

 الاقتباس
 العلم تراكمي يلحق بعضه بعضاً ويبني بعضه على بعض ولا مناص من الاقتباس أو الإشارة إلى أعمال العلماء السابقين.

- عند الاقتباس يجب على الباحث مراعاة الدقة في النقل، ووضع ما يقتبس بين علامة تنصيص، والإشارة في الهامش إلى المرجع الذي اقتبس منه، ولكن يجب ألا تختفي شخصية الباحث بين كثرة الاقتباسات، وألا يكون البحث سلسلة اقتباسات متوالية.
- إذا لم يتجاوز الاقتباس ستة أسطر فإنه يوضع كجزء من البحث ولكن بين شولات "......" فإذا تجاوز ستة أسطر إلى صفحة فإنه حينئذ لا يحتاج إلى شولات، ولكنه يوضع وضعاً مميزاً بأن يترك فراغ مزدوج بين الاقتباس وما قبله وما بعده ، وإذا تجاوز الاقتباس صفحة ، يصوغ الباحث المعنى بأسلوبه الخاص.
إذا أراد الباحث أن يضيف كلمة أو كلمات أثناء الاقتباس ليشرح شيئاً فلا بد أن توضع هذه الزيادات داخل علامة [ ].
-
إذا كان الاقتباس غامض المعنى بسبب انقطاعه عن السياق العام للنص الأصلي فللباحث أن يضيف عبارة تزيل الغموض بشرط أن يضعها بين قوسين مركنين [ ].
-
يستحسن ألا يقطع الباحث استرسال القارئ بإيراد اقتباس بلغة أجنبية ، ويمكن بدلاً من ذلك إيراد الأصل الأجنبي في الهامش ، هذا في الأحوال التي لا يكون إيراد النص الأجنبي في المتن إلزامياً.

الأمانة العلمية
هناك عدة عوامل ووسائل تساعد الباحث العلمي على احترام أخلاقيات وقواعد الأمانة العلمية واكتساب مزايا النزاهة والأمانة العلمية والموضوعية منها مايلي :
-
الدقة في فهم آراء وأفكار الآخرين
-
الدقة أثناء القيام بالاقتباس
-
الاعتماد بالدرجة الأولى على الوثائق الأصلية في الاقتباس.
-
الاحترام التام لقواعد الاقتباس والإسناد وتوثيق الهوامش .
-
التدقيق والحرص على التفريق بين مصادر وآراء الباحث وأفكاره الشخصية وأفكار وآراء الآخرين حول الموضوع.