الوقف او الحبوس، نظام اسلامي متميز وقائم بذاته، له دور فعال وتأثير قوي في مختلف مناحي الحياة، فهو متنوع في مجالاته ومتسع في اهدافه، ولهذا عرف اهمية بالغة ومكانة مرموقة منذ نشأته وتطوره في العصور التي مرت بها الحضارة الاسلامية. ومع ذلك فانه قد عرف اضمحلالا في العصر الحديث، لعدة عوامل مرت بها الامة الاسلامية، منها وقوعها تحت سيطرة الاحتلال الاوربي والانظمة العلمانية التي جاءت بعده.
وبالرغم من الظروف القاسية التي مر بها الوقف، فانه استعاد اهميته مرة اخرى، بعودة البلدان الاسلامية الى وعيها الذاتي، فصدرت التشريعات لتنظيمه وضبط مكوناته وتوفير الوسائل لحمايته من اجل تحقيق اهدافه. فهو تجربة رائدة اختص به الاسلام وتميزت به الحضارة الاسلامية منذ قرون خلت وما زالت بالرغم من وجوده في الحضارات القديمة التي سبقت ظهوره، فهو نظام اسلامي متميز قائم بذاته ومستقل بطبيعته، متنوع في مجالاته، ومتسع في اهدافه. بمصادره الشرعية المستمدة من القران الكريم والسنة النبوية واجماع الفقهاء التي قيدته بمجموعة من المبادئ والقواعد التي يرتكز عليها فجعلت منه نظاما اسلاميا منفردا ومستقلا بذاته، فهو لا ينحصر في المعابد والمناسك كما هو الحال عند الشعوب الاخرى وانما يتعداها ليشمل كل انواع الصدقات والمرافق والمؤسسات ويكتسح كل الجوانب المتعلقة بحياة الفرد والمجتمع والدولة معا والاسلام يدعو الفرد المسلم الى الانفاق في سبيل الله والوقف جزء من هذا الانفاق وعمل الخير. عرف منذ عهد الرسول (ص) وكان اول وقف هو وقف النبي (ص) لأموال بعض من قتل مع المسلمين في غزوة احد. ثم اشتهر من بعده وقف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – لنصيبه في خيبر وكان انفس ما عنده فعرض الامر على الرسول (ص) فقال له " ان شئت حبست اصلها وتصدقت بها " فتصدق بها عمر بان لا تباع ولا توهب ولا تورث . ثم توسع الوقف وانتشر بين الصحابة. فاصبح سنة متبعة لدى عامة المسلمين.
- Enseignant: mohamed mustafa zerbani