Elearning Universite de Ghardaia

الأعمال الموجهة الخاصة بمقياس تاريخ الجزائر الحديث:

ملخص:

شهد القرن العاشر الهجري /السادس عشر الميلادي تحولات كبرى، في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، ميّزها الصراع الذي كان على أشدّه بين ضفّتيها الجنوبية المتمثلة في دار الإسلام،  والشمالية المتمثّلة في دار الحرب.

 كما شهدت أوروبا نهضة في جميع الميادين، ولعل هذا الذي دفعها إلى تشكيل دول قومية جمعت بدورها أدوات الصراع وتقوّت علميّا وتنظيميّا واقتصاديّا، فتزعّمت حركة الكشوف الجغرافية التي كان من أهدافها سياسة المجال الحيوي، وما خلّفته من هيمنة على بقية الدول في كل من آسيا وإفريقيا والعالم الجديد.

أما بلاد المغرب فكانت تعيش فسيفساء سياسية على حد تعبير شارل أندري جوليان، انجرّت عنها حروب بين الدويلات القائمة آنذاك (المرينية والزيانية والحفصية)، وكذلك النزاع  بين أفراد العائلة الحاكمة لكل دولة، ممّا أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والفكرية.- فيما يعرف بأزمة القرن السادس عشر- هذا ما جعل منها لقمة سائغة للدول الأوروبية المتطلعة نحوها، وعلى رأسها إسبانيا والبرتغـال اللتـان تقاسمتا بلدان المغرب بينهمـا سنـة (900ﻫ/1494م) إثر اتفـاقية تورديسيلاس، كان ذلك بعد استكمال إسبانيا لوحدتها السياسية، وشنها الحرب ضد مسلمي الأندلس؛ فبعد سقوط غرناطة سنة(898ﻫ/1492م) ونزوح الأندلسيين إلى بلدان المغرب، تخوفت إسبانيا من أن يعمل هؤلاء المطرودون بمساعدة إخوانهم  المغاربة على استرجاع أراضيهم. بالإضافة إلى عوامل سياسية، اقتصادية، دينية واستراتيجية، فرأت أنه بات من الضروري شن الحرب على المسلمين في الضفة الجنوبية للمتوسط، فاحتلت سواحل المغرب الأوسط والأدنى في الفترة الممتدة مابين (911-917ﻫ/1505-1511م) بالقوة العسكرية أوبالإجبار على إبرام معاهدات الولاء لها تحت طائلة التهديد. لكن الدولة العثمانية لم تبق مكتوفة الأيدي أمام ظلم الإسبان واعتداءاتهم، فكان الإخوة أبناء يعقوب هم الذين حملوا لواء الدفاع عن إخوانهم في المنطقة الغربية للبحر المتوسط، وأصبح لهم موطئ قدم عندما تمّ إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية سنة(925ﻫ/1519م).

بعد ذلك تولى شؤون إيالة الجزائر قادة عظماء أمثال خير الدين بربروس وحسن آغا ، وحسن بن خير الدين وصالح رايس والعلج علي، وقد تمكن هؤلاء وتحرير الموانيء الجزائرية من الاحتلال الاسباني، لكن استعصت عليهم وهران والمرسى الكبير لقربهما من إسبانيا.

تم تثبيت الأمن الداخلي إلى حد كبير بالقضاء على المتعاونين مع الاسبان، ومع الدولتين المجاورتين( تونس والمغرب) وتنظيم إيالة الجزائر إداريا، وتقسيمها إلى أربع مقاطعات( دار السلطان، بايلك الشرق، بايليك الغرب، وبايليك التيطري)، كما تم تنظيم الأمور المالية ،الاقتصادية والقضائية.

اهتم حكام الجزائر بالبحرية، نظرا لمتطلبات الظرفية المتوسطية (إنقاذ مسلمي الأندلس، ورد هجمات الأساطيل الأوربية المغيرة على السفن أو على الموانيء ) فغدت الجزائر دولة يحسب لها ألف حساب،  وتمكنت من ربط علاقات مع معظم دول أوربا وحتى أمريكا وعقد العديد من المعاهدات ، وأصبحت تفرض الجزية على السفن الأوربية والأمريكية، لكن بحريتها تقهقرت بفعل الحملات المتكررة عنها، واستطاعت الدول الأوربية تقليص حجم نشاط الجزائر البحري بعقدها لمؤتمري فيينا وإكس لاشابال، بعدها  جاءت الضربة (الاحتلال الفرنسي) التي قسمت ظهر البعير ، وأنهت أسطورة الجزائر التي سطعت طوال ثلاثة قرون.

*أسندنا للطلبة في هذه المادة الأعمال التالية:

أولا- قراءة في مصادر الجزائر العثمانية.

ثانيا- بحوث خاصة بكل ما يتعلق بالجزائر خلال هذه الفترة.

ثالثا- قراءة وتحليل لوثائق مهمة دفتري الخاصة بالجزائر والمتواجدة على مستوى مركز الأرشيف الوطني الجزائري .

*يتم التواصل مع الطلبة عن طريق الايميل التالي:

rahimabichi76@gmail.com