تمهيد: 

    يعتمد النشاط الإداري عموما و الاتصال بوجه خاص، في الإدارات و المؤسسات العمومية، على الوسائل الكتابية و الدعائم الورقية بشكل أساسي، و ذلك لاعتبارات عملية و تنظيمية و قانونية؛ و عليه يمكن القول أن نجاعة الإدارة العمومية و فعالية أنشطتها يرتبطان ارتباطا وثيقا بمدى صلاحية وسلامة الوثائق و النصوص المحررة فيها، و من ثم يتوجب على المحرّرين الإداريين على اختلاف مستوياتهم و وظائفهم، حيازة المؤهلات اللازمة لتحرير المراسلات و الوثائق الإدارية بشكل سليم و صحيح، شكلا و مضمونا.
    كما تعتبر المراسلات الإدارية من أبرز أنواع الإتصال في النشاط الإداري، حيث يكون الإتصال كتابياً بين مختلف المصالح الإدارية عمودياً أو أفقياً، دون التقليل من أهمية الأنواع الأخرى من الإتصالات كالإتصال الإلكتروني، أو الإتصال الشفهي(اللفظي)، أو الإتصالات الغير لفظية، وعلى هذا الأساس يعتبر الاتصال في أي منظمة(إدارة) من المنظمات بمثابة همزة الوصل الرابطة لهذه المنظمة لما تقوم به من مهام ووظائف تيسّر العمل الاداري والفني، فالاتصالات الإدارية الأساسية في أي منظمة مهما كان حجمها وأي قصور في نظام الاتصالات من شأنه أن يعطل أو يؤخر سير كافة الأعمال، لذا فإن قرارات المنظمة وأهدافها وتوجهاتها وخططها مرتبطة بنجاح عملية الاتصال، كيف لا وهي الجسر الموصل بينها وبين العاملين فيها, وبينهم وبين العالم الخارجي.
    إن هذه المطبوعة موجهة خصيصاً لطلبة السنة الثانية ماستر تخصصات: مالية المؤسسة، وتخصص تدقيق ومراقبة التسيير وتخصص المحاسبة، ومن أهداف هذا المقياس تمكين الطالب من معرفة تقنيات التحرير الإداري وكيفية صياغة وتحرير مختلف الوثائق الإدارية المتداولة، بالإضافة إلى تزويد الطالب بمفاهيم أساسية حول الإتصال بشكل عام والإتصال الإداري بشكل خاص، ومعرفة ايجابيات الإتصال ومزاياه وأثره على المنظمة أو الإدارة الحديثة التي تولي إهتمام أكثر بهذا المجال من أجل رفع كفاءة ومردودية النشاط الإداري وتحقيق المصلحة العامة.