بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تهدف النظرية الاقتصادية كغيرها من النظريات العلمية الى تفسير الاحداث الاقتصادية والتنبؤ بمساراتها٬ حيث ان التنبؤ العلمي يعمل على الربط بين الاسباب والنتائج٬ اذ انه تحت شروط معينة نتوقع حدوث شيء ما مثل اذا ارتفع سعر السلعة انخفض الطلب عليها وهكذا 

 وعليه تتكون النظرية الاقتصادية من مجموعة من العناصر هي: 

1-تعريف المصطلحات المستخدمة

 2-وضع الفرضيات التي تحدد طبيعة البيئة المدروسة

 3-التنبؤ بالاحداث المتوقعة تحت هذه الظروف والقدرة على تعميمها

 وهنا كملاحظة فان الباحث الاقتصادي يختلف عن غيره من الباحثين المعمليين فالاخير يستطيع عزل عدد من العناصر التي يريد دراستها عن بقية العوامل الاخرى للمحيط لكن الباحث الاقتصادي يجد صعوبة كبيرة في فعل ذلك لهذا فهو يلجأ الى دراسة تاثير او العلاقة بين نتغيرين او ثلاثة مع افتراض ثبات بقية العوامل الاخري كمثال : علاقة كميات سلعة معينة مع سعرها فيتوصل لايجاد علاقة عكسية بينهما٬ هذه النتيجة تظل صحيحة مادامت الفرضيات التي بنيت عليها ثابتة لم تتغير مثل ثبات الدخول٬ ثبات اسعار السلع الاخرى ثبات اذواق المستهلكين٬ ثبات عدات وتقاليد المستهلكين ... الخ

التحليل الاقتصادي:

 يمكننا في هذا الصدد تقسيم التحليل الاقتصادي الى شقين جزئي وكلي٬ بحيث يهتم التحليل الاقتصادي الكلي بدراسة وتحليل الظواهر الاقتصادية على مستوى كلي(القطر مثلا او الدولة او الاقليم ) بينما التحليل الاقتصادي الجزئي يهتم بدراسة وتحليل السلوك الاقتصادي لمختلف مراكز القرارات الفردية بمعنى اعطاء تفسير اقتصادي وتفسير علمي للسلوك الاقتصادي للوحدة الاقتصادية منفردة في ظل ظروف معينة. جدير بالذكر ان الوحدات الاقتصادية هي ( المستهلك٬ المنتج٬ السوق ) وسنأتي لتفصيل كل حدة على حدى في قادم المحاضرات 

سنقوم بتقسيم المقياس حسب التقسيم التقليدي للتحليل الاقتصادي الجزئي وموضوعاته وهو:

 القسم الاول: يعنى بتحليل السلوك الاقتصادي للمستهلك 

 القسم الثاني: يعنى بتحليل السلوك الاقتصادي للمنتج 

 القسم الثالث: يعني بدارسة الاسواق وتحديد الاسعار 

هذه نظرة عامة شاملة لمحتويات المقياس التي سنتطرق لها خلال محاضراتنا واحدة تلو الاخرى الى ان نستكملها كلها ان شاء الله على ان السداسي الاول سنتطرق فيه فقط الى محتويات القسم الاول اما القسمين الباقيين فيتركان للسداسي الثاني بحول الله