تعتبر ظاهرة الفساد من أعتى الظواهر التي رافقت الحياة البشرية منذ ظهورها على وجه البسيطة، كما تعتبر في نفس الوقت من أهم الاسباب التي قد تساهم في القضاء على الحياة برمتها على وجه هذا الكوكب ، حيث تعددت تسمياته وتقسيماته وفقا لنوعه والبيئة التي يظهر فيها بالإضافة إلى عواقبه الوخيمة الناجمة عنه.
إن لتطور أي بلد نصيبا هاما من مكافحة هذا الطاعون الذي يضرب وينخر اقتصادياتها ، حيث أنشأ الانسان لهذا الصدد هيئات ومنظمات منها المحلية ومنها الدولية للحد من خطورة الفساد وحصر آثاره ورص الصفوف للوقوف أمام تمدده والقضاء على آثاره المدمرة .
يعتبر الانجاز الأهم لدى الدول المتطورة تكوين المواطن الصالح الذي يفي بواجباته اتجاه وطنه على أكمل وجه وذلك بتفانيه في عمله والقيام به على أكمل وجه من جهة ، ومن جهة أخرى اعتباره بوابة الدفاع الاولى عن الوطن بمكافحة كل أنواع الفساد ( البيئية ، الاسرية ، الاقتصادية ، السياسية ) وذلك بتوعيته وتكوينه في مجال مكافحة الفساد ، بالإضافة إلى الترسانة القانونية التي أصدرتها وفقا لتشعب الفساد وتغلغله في كل مناحي الحياة .
تكوين المواطن في مجال مكافحة الفساد يعتبر أول خطوة وأقواها لأن الفساد يبدأ بالمواطن وبسلوكياته وأفعاله ثم ينتقل إلى الوظيفة ثم المهنة ثم التجارة والسياسة والصحة ليكمل الدورة الكبيرة ويعود في الأخير إلى نقطة الانطلاق وبالضبط إلى المواطن فيفتك بكل مقومات الحياة لديه
أهداف الوحدة :
واﻧﻄﻼﻗﺎ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ، ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻄﺎﻟﺐ (ة) اﳉﺎﻣﻌﻲ (ة) ﻣﻌﲏ (ة) أﻛﺜﺮ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﻇﺎﻫ ﺮة اﻟﻔﺴﺎد وﻣﻀﺎرﻫﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻜﺎﻓﺤﺘﻬﺎ لأنه أساس المواطن الصالح والمعتمد عليه ﰲ ﺑﻨﺎء اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ وﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ على أساس اﳌﻮرد اﻟﺬي ﻳﻌﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﻮاءﻣﺔ ﺑﲔ اﻟﻌﺎﺋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ (اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺼﺤﺔ)، اﻟﻌﺎﺋﺪ اﻻﻗﺘﺼﺎدي( اﳊﺮﻳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )واﻟﻌﺎﺋﺪ اﻟﺒﻴﺌﻲ(ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ). ﻟﺬﻟﻚ ﺗ ﺄﰐ ﳏﺘﻮﻳﺎت ﻫﺬﻩ المحاضرات ، لتوضح ﺑﻌﺾ المفاهيم والمصطلحات اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻈﺎﻫﺮة اﻟﻔﺴﺎد، وتبيان ﺳﺒﻞ ﳏﺎرﺑﺘﻬﺎ ومواجهتها ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﱃ بعض التجارب الدولية وتسليط الضوء على التجربة الجزائرية والاليات التي وضعتها للحد ومكافحة الظاهرة
- معلم: Boudaoud boumediene